ad

مولد الرسول عليه الصلاة والسلام

مولد الرسول عليه الصلاة والسلام

ظلت الكعبة المشرفة التى بناها "ابراهيم واسماعيل" عليهما السلام فى مكة هى بيت الله الحرام الذى يحج اليه العرب من كافة ارجاء جزيرة العرب كل عام. ولكن مع مرور الزمان بدأ الناس يعبدون الاصنام ويضعونها حول الكعبة للتبرك بها.

وكان اهتمام العرب بالكعبة وتعظيمهم لها يثير غيرة وحسد كثير من الملوك والحكام فى البلاد المجاورة, وكان "أبرهة" الحبشى-ملك اليمن- من أشد هؤلاء غيظا وحقدا من تلك المكانة التى تحظى بها الكعبة فى قلوب العرب.

بنى "أبرهة" كنيسة عظيمة سماها"القليس", كانت أكبر وأجمل بناء شهده العرب, واراد ابرهة ان يصرف الناس عن الذهاب الى الكعبة, ويحجوا الى "القليس" بدلا منها, لكن العرب لم يهتموا بأمر تلك الكنيسة, ولم يذهب احد لزيارتها.

غضب ابرهة غضبا شديدا , وجهز جيشا كبيرا, جعل على مقدمته فيلا ضخما, وخرج الى "مكة" يريد هدم الكعبة, وحينما علم العرب بذلك خرجت بعض القبائل لقتاله, ولكنه هزمهم وانتصر عليهم.

سار ابرهة فى طريقه حتى وصل الى مشارف"مكة", واستولى جنوده على كل ما قابلهم فى طريقهم من اموال اهل مكة واغنامهم وابلهم, وكان فيما استولوا عليه جمل لعبد المطلب بن هاشم سيد قريش.

ارسل ابرهة احد رجاله الى مكة ليقابل زعيمها عبد المطلب, ويدعوه الى لقائه, فلما دخل عبد المطلب على ابرهة اخذته الهيبة منه, فزاد فى اكرامه وتقديره, ثم سأله عن حاجته , فقال عبد المطلب:

حاجتى ان يرد على الملك المائتى جمل التى استولى عليها جنوده.

نظر ابرهة بدهشة الى عبد المطلب وقال له وقد اخذه العجب:

لقد كنت اعجبتنى حين رأيتك؛ فلما كلمتنى عجبت لأمرك!!

أتكلمنى فى أمر مائتى جمل, وتترك الكعبة وهى دينك ودين ابائك, وقد جئت لأهدمها؟!

قال عبد المطلب وهو يجمع ثوبه ويهم بالانصراف:

أيها الملك. اما الابل فهى لى, واما البيت فله رب سيحميه.

فقال " أبرهة" بغضب: فليحمه منى إذن!

قال عبد المطلب بثقة وهدوءك سترى بنفسك أيها الملك!

عاد عبد المطلب الى مكة , فأخبر اهلها بما جرى مع ابرهة وامرهم بالخروج من مكة, والذهاب الى الجبال القريبة منها للاحتماء بها, فخرجوا ينتظرون ما يفعله ابرهة بمكة وبالكعبة المشرفة.

أمر ابرهة جنوده بالتقدم نحو الكعبة لهدمها, ولكن الفيل برك على الارض ورفض التحرك من مكانه, وكان الجنود كلما وجهوه نحو جهة اخرى يقوم مسرعا, فإذا ما وجهوه نحو الكعبة برك مرة أخرى, ورفض التحرك.

وفجأة اظلمت السماء , وغطت المكان سحابة كبيرة سوداء, كانت السحابة عبارة عن مجموعة ضخمة من الطيور الصغيرة.

راحت الطيور تلقى بقطع صغيرة من الحجارة على ابرهة وجنوده, فكانت هذه الحجارة لا تصيب احدا منهم الا اهلكته.

وأسرع من نجا منهم بالهرب , والعودة الى اليمن, وسمى الناس هذا العام "عام الفيل", وفيه ولد النبى صلى الله عليه وسلم.

كان النبى " محمد" صلى الله عليه وسلم ما يزال جنينا فى بطن امه عندما مات ابوه عبد الله بن عبد المطلب وهو فى طريق عودته من رحلة تجارية الى الشام , فدفن فى المدينة عند اخواله من بنى النجار.

وحينما وضعت السيدة امنة بنت وهب مولودها, فرح به جده عبد المطلب فرحا شديدا, وسماه محمدا.

وكان من عادة العرب ان يرسلوا مواليدهم الى البادية مع المرضعات, لينشئوا اقوياء الجسم فصحاء اللسان.

وكان الوليد محمد صلى الله عليه وسلم من نصيب السيدة "حليمة السعدية", فأخذته معها الى ديار قومها "بنى سعد".

عاش محمد صلى الله عليه وسلم فى ديار بنى سعد نحو اربع سنوات, وكان وجوده بينهم سبب خير وبركة كثيرة عليهم, ثم عاد بعد ذلك الى مكة ليعيش فى احضان امه شهورا قليلة, وكأنه يودعها قبل ان ترحل عن هذه الدنيا.

عادت حليمة الى مكة وهى تحمل نعها محمدا لتعيده الى امه, وكانت دهشة السيدة امنة شديدة حينما دخلت عليها حليمة ومعها محمد , فنظرت اليها فى عجب وقالت:

ماذا حدث يا حليمة؟ لقد جئت قبل موعدك! ماذا اصاب محمدا؟

قالت حليمة فى هدوء:

انه بخير يا سيدتى... فها هو بين يديك فى اتم صحة وخير حال.سألتها امنة وهى لاتخفى لهفتها وقلقها:

ماذا حدث ؟!... اخبرينى يا حليمة!!

قالت حليمة وهى تنظر الى محمد فى حب وحنان:

فى الحقيقة لقد حدث شىء عجيب لمحمد دفعنى الى التعجيل بإعادته اليكى.

نظرت امنة اليها فى دهشة , بينما راحت حليمة تقول:

لقد كنت جالسة مع زوجى "الحارث بن عبد العزى", وفجأة دخل على ابنى وهو يصرخ ويقول:

ادركوا اخى... ادركوا محمدا!!

فلما سألناه عما حدث اخبرنا انه راى رجلين يلبسان ثيابا بيضاء, قد اخذاه فأرقداه على الارض, وشقا صدره, ثم اخرجا شيئا منه.

اكملى يا حليمة.

اسرعت انا وزوجى على الفور الى محمد , فوجدناه قد تلون وجهه من الخوف والفزع, فأخذناه نطمئنه ونهدىء من روعه,حتى ذهب عنه الخوف, ثم رأينا ان نعيده اليكى, فإنا لا نأمن عليه, ونخاف ان يتعرض لسوء او يصيبه مكروه.

اقتربت امنة من محمد , ثم قالت وهى تحتضنه بحب وحنان:

والله ان ابنى هذا مبارك.. وقد رأيت فيه من الدلائل والبشارات ما يملأ نفسى رضا به وامنا عليه.

وانصرفت حليمة عائدة الى ديار قومها, بعد ان اعادت محمدا الى احضان امه.

ارادت امنة ان تأخذ محمدا الى المدينة لزيارة اخوال ابيه من بنى النجار, وكانت فرحة محمدا غامرة وهو يشعر بحنان امه وحبها له وعطفها عليه, فلم يفارقها لحظة طوال تلك الرحلة الشاقة عبر الصحراء الطويلة الموحشة, حتى وصلوا الى ديار بنى النجار, وهناك اسقبله الجميع بالود والحفاوة, وقد وجدوا فيه العوض عن ابيه الذى مات ان يرى وحيده.

انقضت ايام امنة ومحمد فى المدينة, فقررت العودة به الى مكة لكنها توفيت فى الطريق, ودفنت بالقرب من المدينة.

وعاد محمد الى مكة بعد ان فقد امه, يبكى حزنا لفراقها, وقد ترك اليتم اثارا مؤلمة من الحزن والاسى فى قلبه.

اراد عبد المطلب جد محمد صلى الله عليه وسلم ان يخفف عنه الام اليتم واحزان الوحدة, فأحاطه بحبه ورعايته, وعوضه بحنانه وعنايته عن فقد ابويه, وتعلق محمد بجده , فصار لا يكاد يفارقه حتى فى مجالسه مع كبار قومه فى منتديات قريش ومجالسها.

لكن الايام كانت تخفى احزانا جديدة لمحمد, فما لبث ان توفى جده عبد المطلب, ولم يكن عمر محمد قد جاوز الثامنة, فتجددت الامه مرة اخرى, وعرفت الاحزان طريقها الى قلبه من جديد.

لم يكم محمد يميل الى حياة اللهو والفراغ التى اعتادها اقرانه من فتيان مكة, فهو لم يسجد يوما لصنم كما يفعل ابناء مكة, ولم يشارك يوما فى مجالس اللهو التى انتشرت فى مكة وغيرها, وانما كان مثالا للصدق والامانة وحسن الخلق حتى اشتهر بذلك بين اهل مكة.

بعد وفاة عبد المطلب انتقل محمد الى بيت عمه ابى طالب وكان ابو طالب فقيرا قليل المال, فبارك الله له بفضل رعايته هذا اليتيم المبارك, ووجد محمد فى عمه من الحب والرعاية ما عوضه عما فقده من حنان جده له وعطفه عليه ورحمته به.

وحينما بلغ محمد الثانية عشرة من عمره, اراد عمه ان يخرج بتجارة الى الشام, فتعلق به محمد والح عليه فى الخروج معه, فرق له عمه, واخذه معه, وكانت تلك الرحلة هى اول رحلة لمحمد الى بلاد الشام, وسارت القافلة فى طريقها تعبر الصحارى والوديان حتى وصلت الى مشارف الشام بعد رحلة طويلة شاقة.

توقفت القافلة عند احد الاديرة على اطراف الشام, كما تعودت قوافل العرب ان تفعل فى طريق رحلتها كل عام, فخرج اليهم الراهب "بحيرا" يسألهم عن اخبار مكة, واخبرهم عن قرب ظهور نبى من العرب فى هذا الزمن, كما بشرت بذلك كتب اهل الكتاب من النصارى واليهود.

وحينما رأى "بحيرا" "محمدا" عرفه من بعض اوصافه التى ذكرتها كتبهم المقدسة, وأدرك انه النبى المنتظر, فسأل عمن جاء معه, فلما دلوه على عمه اخبره ان هذا الغلام سيكون له شأن عظيم, ونصحه بالرجوع به الى مكة, وحذره من اليهود, وبعد رحلة قصيرة فى بلاد الشام عاد محمد الى مكة ليبدأ مرحلة جديدة من حياته.
التالى
« السابق
السابق
التالى »

التسميات

اصنعيه في مطبخك ابداعات الحناء اتات منزلية اثات اخبار اليسا اخر الاخبار أدعية الطعام ادوات منزلية ازهار اصنعيه في بيتك اصنعيه في مطبخك أطباق اسامة السيد اطباق الارز اطباق الحوت اطباق الدجاج اطباق رمضانية اطباق سريعة أطباق صحية اطباق عالمية اطباق مغربية اعلانات الاكسسوارات و المجوهرات الجلالب المغربية الحساء الصالونات الفوطويات الكيش الملابس الملف الشخصي للفنانين المملحات امثال مغربية شعبية برنامج صباحيات بسطيلة بسكويت بيجامات الصغار بيجامات النوم تسريحات الشعر تفسير سورة البقرة جديد مسمن جلي بأنواعه جمال حلويات حلويات مغربية خاص بعيد الاضحى ديسير ديكورات راى الاسلام راي الاسلام ستار اكاديمي 8 سلطات سلطات للشيف منال العالم سندويتشات شهيوات بلادي شهيوات شميشة شوربات صباغة الاضافر صحة صدق او لا تصدق صلصة صور مطابخ 2016 طرطات طرطات باردة طريقة تحضير ورقة بسطيلة طريقه لفات الحجاب 2011 عجائن غرف النوم قفاطن مغربية وفراشات مغربية قنوات mbc كتب رشيدة امهاوش كرواصة كلام ولا احلى كيكات للعرسان فقط للمتزوجين للمسلمين مباريات متلجات مجلات للطبخ مشروبات باردة معجزات القران الكريم مقالات غذائية مقبلات ملابس. ملف شامل لطرق حفظ الاطعمة بالصور ملف شامل لطريقة تزيين الكيك من كل بلد أكلة مورقات نجوم نصا ئح لجمال المراة نصائح نصائح لقاء مفتوح نصائح منزلية llمملحات