موقع عزيزة يقدم: فاطمة وشاي: لا أحث المؤلفين والمخرجين على استنساخ "رمانة وبرطال"
فاطمة وشاي من الفنانات المغربيات اللائي استطعن إيجاد مكان متميز، في ذاكرة ومِخْيال المتلقي المغربي بأدوارها العديدة والمتنوعة. كما جعلت من مشاركتها في أعمال فنية متميزة قنطرة عبور نحو قلب الجمهور..وبتشخيص أدوار مختلفة ومتنوعة وجدت لها ركنا في كل بيت مغربي، هي المتألقة في "سرب الحمام", و"دواير الزمان", و"المصابون", و"وجع التراب"، و"رمانة وبرطال" و"حديدان"..."هسبريس" التقتها في حوار مطول لم يخل من ثقافة ودراية بقضايا المجتمع والشأن العام...
ما هو أول دور لعبته إن على خشبة المسرح أو في التلفزيون؟
أول دور لعبته كان سنة 1968 عبر مسرحية "الحكيم القرفوح"..، وقمت خلاله بتجسيد دور فتاة تعيش في وسط عائلي يؤمن بالسحر والشعوذة، ومن خلال العمل حاولنا كمجموعة من الشباب والشابات الكشف عن كذب ودجل ذاك الشخص "القرفوح" والمحتال..
لا، لم أتقاض فلسا واحدا، حينها كانت فرحتنا الكبرى كهواة متجلية في صعودنا الخشبة، أما إذا نلنا إعجاب الجمهور وصفق لنا واحتفى بنا فذاك المبتغى. ونغدو إلى بيوتنا فرحين حد الانتشاء.
كيف أثر والدك الفنان وشاعر الملحون في رسم ملامحك كفنانة وممثلة؟
أحس والدي رحمه الله بميولاتي الفنية، كما أنه غرس فيَّ عشق الفن بصفة عامة. حيث كان يصحبني معه إلى السينما والمسرح ويحرص على تواجدي في مكان إقامته للحفلات والسهرات. والدي بمثابة الحافز والدافع وكان هو السبب في ما أنا عليه اليوم.
لعبت العديد من الأدوار ما بين امرأة متسلطة ومغلوب على أمرها، فأي الدورين قريب من شخصية فاطمة وشاي؟
لعبت دور المرأة المتسلطة ما يزيد على عشرين سنة إن في المسرح أو التلفزيون وكذلك السينما، وما أريد تأكيده هو أنني لعبت مختلف الأدوار على اختلافها. وجسدت المرأة المتسلطة والمغلوب على أمرها والمثقفة والمتهورة... فحينما يُعرض عليَّ دور أحسه قريبا من دور سابق لعبته أحاول ما أمكن أن أجعل الشخصيتين متمايزتان ومختلفتان عن بعضهما قدر الإمكان في بحث مستمر عن نموذج آخر مغاير، لأن البشر لا يتشابه، وكل منا يختلف عن الآخر في أشياء كثيرة.
بكل صراحة أقول أن جميع الأعمال الفنية التي شخصت فيها دورا معينا مقربة إلى قلبي، لأني ما أذكر مرة أني شاركت في أحد الأعمال أو جسدت دورا لم يعجبني أو أني لست مقتنعة به أو مفروض علي أو يزعجني. فكلما مرة أتلقى فيها عرضا للعب أحد الأدوار إلا وأجتهد في البحث فيه ودراسته وقراءة حيثياته، حتى يغدو جزء مني.
طيب، وما أكثر الأدوار التي واجَهْتِ فيها صعوبة وتطلب منك مجهودا أكبر؟
هو دور "مي منانة" في مسلسل "رمانة وبرطال"، لأنني خلاله جسدت روح شخصية غير متواجدة حقيقة والتي توفيت منذ مئات السنين، والتي تظهر فقط في مخيلة "رمانة".
وحقيقة "مَحَّنِّي" الدور إلا أني تَوَفَّقْت فيه وعندما أعاود مشاهدة المسلسل وخصوصا الدور الذي لعبت فيه، أرى أنه من المهم جدا أن يستطيع ممثل تجسيد روح.
على ذكر مسلسل" رمانة وبرطال" أضف إليه "احديدان" وغيرها من الأعمال التراثية، والتي تحظى بمتابعة كبيرة من طرف الجمهور المغربي،
ما هو في نظرك سبب نجاح هذه الأعمال وتقبُّلها بحب كبير من طرف المغاربة؟
هذا الأمر صحيح تماما، فنحن كمسلمين وعرب وأفارقة لنا هوية وقضايا وأخلاق وقيم معروفة وبالتالي فكلما اتجهنا إلى تجسيد هذه القيم والأخلاق والثقافة إضافة إلى قضايانا السياسية والاجتماعية في أعمالنا الفنية إلا ولاقت وستلاقي هذا الإقبال والإعجاب.
بالمقابل أعتبر أن كل ما هو بعيد عن قيمنا وقضايانا وعن أخلاقنا وهويتنا المغربية العربية الإسلامية الإفريقية "ما عندنا بيه غاراض" ولا نتعامل معه.
إضافة إلى الأخطاء المرتكبة من طرف العديد من الأعمال الفنية المجسِّدة للحداثة والتجديد..وفي هذا المقام أقول أنني لست ضد الحداثة ولكني مع الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية.
ومن هنا أرى أنه من الطبيعي أن يتعامل المغاربة بكل تجاوب مع هذه النوعية من الأعمال، لأنه بالنهاية يبقى تراثا مغربيا وعربيا، افتقدناه ونريد تجسيده وتخليده، هذا إلى جانب ارتباط المغاربة بالطبيعة الجميلة وبالبادية وبالتقاليد والكلمة الراقية الهادفة.
أنا هنا لا أحث جميع المؤلفين والمخرجين باستنساخ "رمانة وبرطال" وما على شاكلته، ولكني أوجه الفنانين إلى معرفة ما يريده الشعب المغربي، فمن خلال إقبالهم على منتوج معين سيعرفون تماما تطلعات الجمهور الفنية وما يريدون مشاهدته. إما بهذا الشكل التراثي أو أعمال درامية حديثة، فمثلا مسلسل "دواير الزمان" أو "وجع التراب" لاقيا إقبالا وصدى جميلا لدى الجمهور. وهذا دليل على ارتباط الشعب بأخلاقه وقيمه وقضاياه.
نقاشنقاش الابتساماتالابتسامات